العفاسي والإخوان- صراع قارئ كويتي مع جماعة دينية متنفذة
المؤلف: محمد الساعد08.08.2025

إنه مقرئ كويتي شهير، وصاحب صوت عذب في تلاوة الذكر الحكيم، لكنه يواجه حملة ضارية، والسبب أنه ليس محسوبًا على جماعة الإخوان المسلمين. جريمته التي لم يقترفها، هي أن المسؤولين عن استقطاب الناشئة من طلاب المدارس الكويتية، لم يلتفتوا إلى نبوغه ومؤهلاته الفذة التي جعلت منه شابًا لامعًا فيما بعد. نشأ العفاسي بمنأى عن تنظيماتهم الحزبية، ولم يصبح عضوًا فاعلًا في جمعياتهم، ولا زاهدًا متعبدًا في محافلهم. والأكثر من ذلك، أنه لم يتعاطف مع قضاياهم ومعاركهم بعد ثورات الربيع العربي، كما كانوا يأملون ويتوقعون، بل ويفرضون على كل من ينتسب إلى التيار الإسلامي.
اليوم، يجد مشاري العفاسي نفسه، كغيره من المثقفين المستقلين والدعاة المعتدلين والوعاظ المستنيرين في منطقة الخليج، في خضم معركة ضروس، تُشكك في إيمانه، وتُبخس من قدره، وتطعن في وطنيته، وتُحاكمه بتهم باطلة، وتسعى جاهدة لتشويه صورته أمام الجماهير، بهدف اغتياله معنويًا. ومما لا شك فيه، أن العفاسي ليس الضحية الأولى ولن يكون الأخيرة.
لقد باشر أصحاب المشاريع الحزبية عملهم المنظم في منطقة الخليج في وقت مبكر، وتحديدًا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، مع طلائع هجرة كوادر الإخوان المسلمين إلى الكويت والمملكة العربية السعودية، ثم إلى بقية دول الخليج العربي. حينها، تمكنوا من ترسيخ نفوذهم وتعميق جذورهم في صميم المجتمع.
في الكويت، قاموا بإنشاء جمعية الإصلاح، وإصدار مجلة المجتمع، واستثمار أموالهم في المطابع ودور النشر، وتأسيس المؤسسات المالية. لقد استغلوا الانفتاح الديموقراطي الذي تمتعت به الكويت، والتسامح الذي أبدته الحكومة الكويتية تجاه أنشطتهم، أبشع استغلال، حتى تجاوزوا كل الحدود، وعرقلوا مسيرة التنمية، وحاصروا المجتمع بأفكارهم المتطرفة.
أما عن الهدف الأساسي من وراء ذلك كله، فهو الضغط على الحكومة الكويتية لتسليمهم رئاسة الوزراء، ومن ثم تكرار السيناريو ذاته في بقية إمارات وممالك الخليج. إنها خطتهم التي ألمحوا إليها مرارًا وتكرارًا: شاركونا في السلطة نترككم وشأنكم، ونضفي على قراراتكم الشرعية أمام شعوبكم.
مما لا ريب فيه، أن إخوان الكويت يمثلون السند المالي والإداري لبقية فروع التنظيم الإخواني في منطقة الخليج. ففي الجماعة الكويتية، يجدون كل الأدوات والوسائل والتنظيمات التي تساعدهم على تمرير مخططاتهم التي تهدف إلى الإخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار. ولعلنا نتذكر جميعًا أن رسائل جهيمان وكتبه وأدبيات حركته المتطرفة كانت تُطبع في الكويت، وبتمويل سخي من الجماعات المتعاطفة معه.
ولكن، لماذا يقع اختيار الجماعة على مشاري العفاسي تحديدًا، من دون غيره من شباب الحركة الإسلامية، لتطبيق أشد أنواع العقوبات عليه؟
لقد بدأ العفاسي مسيرته المهنية كقارئ للقرآن الكريم، ومن خلال هذه الموهبة اكتسب شهرة واسعة وحظي بقبول كبير في أوساط المجتمعات الإسلامية. هذه الشعبية الجارفة أكسبته ثقلًا كبيرًا لدى محبيه ومريديه. كما أن آراءه المتفتحة السمحة، أكسبته احترامًا وتقديرًا من مختلف الأطياف. ولكن العفاسي تجرأ وأبدى موقفًا سياسيًا مخالفًا لتوجهات جماعة الإخوان المسلمين، حين صرح علانية بأن العمل الحزبي المعارض للحكومات القائمة يشكل خطرًا محدقًا، ويفتح بابًا من الشرور لا يمكن إغلاقه إلا بالدماء والموت، ويساهم في إدخال الفوضى والاضطرابات، وتحويل منطقة الخليج إلى دول فاشلة، إذا ما سمح لتلك الجماعات بتمرير أجنداتها الخبيثة.
إن الإخوان المسلمين، الذين يدينون بالولاء والطاعة للمرشد العام للجماعة، يرفضون بشدة أن يكون للعفاسي وغيره من مواطني دول الخليج ولاء لملوكهم وأمرائهم.
ما هو السبب وراء هذا الموقف المتصلب؟ وكيف يمكن تفسيره؟ لا يستطيع أحد إقناع الإخواني بأنه يرتكب هذه الحماقة ويدافع عنها بغير منطق أو عقل.
أحدث معارك أصحاب المشاريع الحزبية مع العفاسي، هي اتهامه بمعاداة العلمانية المعتدلة، العلمانية التي قاموا بتزيينها وتجميلها بشتى الطرق، لإخفاء قبح فكرهم وعنف وبشاعة العلمانية الحقيقية، التي أصبحت فجأة هي الحل السحري لكل المشاكل، وأضحى يبشر بها كل المنتسبين إلى عالم الإخوان في العالم الإسلامي.
اليوم، يجد مشاري العفاسي نفسه، كغيره من المثقفين المستقلين والدعاة المعتدلين والوعاظ المستنيرين في منطقة الخليج، في خضم معركة ضروس، تُشكك في إيمانه، وتُبخس من قدره، وتطعن في وطنيته، وتُحاكمه بتهم باطلة، وتسعى جاهدة لتشويه صورته أمام الجماهير، بهدف اغتياله معنويًا. ومما لا شك فيه، أن العفاسي ليس الضحية الأولى ولن يكون الأخيرة.
لقد باشر أصحاب المشاريع الحزبية عملهم المنظم في منطقة الخليج في وقت مبكر، وتحديدًا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، مع طلائع هجرة كوادر الإخوان المسلمين إلى الكويت والمملكة العربية السعودية، ثم إلى بقية دول الخليج العربي. حينها، تمكنوا من ترسيخ نفوذهم وتعميق جذورهم في صميم المجتمع.
في الكويت، قاموا بإنشاء جمعية الإصلاح، وإصدار مجلة المجتمع، واستثمار أموالهم في المطابع ودور النشر، وتأسيس المؤسسات المالية. لقد استغلوا الانفتاح الديموقراطي الذي تمتعت به الكويت، والتسامح الذي أبدته الحكومة الكويتية تجاه أنشطتهم، أبشع استغلال، حتى تجاوزوا كل الحدود، وعرقلوا مسيرة التنمية، وحاصروا المجتمع بأفكارهم المتطرفة.
أما عن الهدف الأساسي من وراء ذلك كله، فهو الضغط على الحكومة الكويتية لتسليمهم رئاسة الوزراء، ومن ثم تكرار السيناريو ذاته في بقية إمارات وممالك الخليج. إنها خطتهم التي ألمحوا إليها مرارًا وتكرارًا: شاركونا في السلطة نترككم وشأنكم، ونضفي على قراراتكم الشرعية أمام شعوبكم.
مما لا ريب فيه، أن إخوان الكويت يمثلون السند المالي والإداري لبقية فروع التنظيم الإخواني في منطقة الخليج. ففي الجماعة الكويتية، يجدون كل الأدوات والوسائل والتنظيمات التي تساعدهم على تمرير مخططاتهم التي تهدف إلى الإخلال بالأمن وزعزعة الاستقرار. ولعلنا نتذكر جميعًا أن رسائل جهيمان وكتبه وأدبيات حركته المتطرفة كانت تُطبع في الكويت، وبتمويل سخي من الجماعات المتعاطفة معه.
ولكن، لماذا يقع اختيار الجماعة على مشاري العفاسي تحديدًا، من دون غيره من شباب الحركة الإسلامية، لتطبيق أشد أنواع العقوبات عليه؟
لقد بدأ العفاسي مسيرته المهنية كقارئ للقرآن الكريم، ومن خلال هذه الموهبة اكتسب شهرة واسعة وحظي بقبول كبير في أوساط المجتمعات الإسلامية. هذه الشعبية الجارفة أكسبته ثقلًا كبيرًا لدى محبيه ومريديه. كما أن آراءه المتفتحة السمحة، أكسبته احترامًا وتقديرًا من مختلف الأطياف. ولكن العفاسي تجرأ وأبدى موقفًا سياسيًا مخالفًا لتوجهات جماعة الإخوان المسلمين، حين صرح علانية بأن العمل الحزبي المعارض للحكومات القائمة يشكل خطرًا محدقًا، ويفتح بابًا من الشرور لا يمكن إغلاقه إلا بالدماء والموت، ويساهم في إدخال الفوضى والاضطرابات، وتحويل منطقة الخليج إلى دول فاشلة، إذا ما سمح لتلك الجماعات بتمرير أجنداتها الخبيثة.
إن الإخوان المسلمين، الذين يدينون بالولاء والطاعة للمرشد العام للجماعة، يرفضون بشدة أن يكون للعفاسي وغيره من مواطني دول الخليج ولاء لملوكهم وأمرائهم.
ما هو السبب وراء هذا الموقف المتصلب؟ وكيف يمكن تفسيره؟ لا يستطيع أحد إقناع الإخواني بأنه يرتكب هذه الحماقة ويدافع عنها بغير منطق أو عقل.
أحدث معارك أصحاب المشاريع الحزبية مع العفاسي، هي اتهامه بمعاداة العلمانية المعتدلة، العلمانية التي قاموا بتزيينها وتجميلها بشتى الطرق، لإخفاء قبح فكرهم وعنف وبشاعة العلمانية الحقيقية، التي أصبحت فجأة هي الحل السحري لكل المشاكل، وأضحى يبشر بها كل المنتسبين إلى عالم الإخوان في العالم الإسلامي.